14فبراير 2014
شارك على
- "ما أحوج عالمنا إلى الرحماء"
"طُوبَى لِلرُّحَمَاءِ، لأَنَّهُمْ يُرْحَمُونَ" متى7:5
في زمنٍ نرى فيه الإبداع في العنف وقتل الآخر، نجد هذه الآية تلمع معلنةً طريقةً أخرى في التعامل مع الآخرين. فلو أخذنا التطويبات على أنها وصف للشخصية المسيحية نجد أن الرحماء هم ما وجدوا أنفسهم فقراء ومُفلسين روحياً فلتجأوا إلى الله معترفين ونادمين على خطاياهم، فأضهروا جوعهم إلى الله طالبين رحمته ونعمته، والنتيجة أن الله أشبعهم، رحمهم، أنعم عليهم وباركهم. لذلك فالرحماء هم مِن اختبروا رحمة الله في حياتهم وقد تعلموا مِنه. إن السر في أن يكون الإنسان رحيماً هو عندما يختبر الإنسان الألم في حياته كما وصف الرب يسوع في (رسالة العبرانيين 17:2-18 "مِنْ ثَمَّ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُشْبِهَ إِخْوَتَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، لِكَيْ يَكُونَ رَحِيمًا، وَرَئِيسَ كَهَنَةٍ أَمِينًا فِي مَا ِللهِ حَتَّى يُكَفِّرَ خَطَايَا الشَّعْبِ. 18لأَنَّهُ فِي مَا هُوَ قَدْ تَأَلَّمَ مُجَرَّبًا يَقْدِرُ أَنْ يُعِينَ الْمُجَرَّبِينَ.") الرحمة مرتبطة بالتضحية والعطاء وليست مجرد عواطف وأحاسيس التي بدورها تقودنا إلى فعل أمر في مصلحة مَن نَعطُف عليه. لذلك هناك ما يسمى أعمال رحمة فيها نقدم لشخصاً ما مخففين معناته. الرحمة كذلك مرتبطة بالغفران والمساحمة كما علمنا المعلم الأعظم في (متى21:18-35) فمِن خلال القصة التي قالها لبطرس بعد أن سأله كم مرةً يخطئ إلى أخي وأنا أغفر له، أعلن الرب يسوع أن المساحمة تكون 70 مرة 7 مرات، أي بمعنى غفران مستمر.
أدعوك في هذا اليوم أن تبحث عن شخصاً لتصنع معه رحمة، إما أن تغفر له أو أن تخفف معاناته وآلامه ... فما أحوج عالمنا إلى الرحماء !!!
أسئلة للتفكير:
تعليقات القرّاء: